بدأ الشادي حكايته عن عالم ما بعد الخيال، حيث يقوم الصراع بين الأنت والأنا، والأنت والأنت، في ثلاثة مراحل، هدأت بعدها هذه الصراعات، وعقد الصلح فيما بين الذوات التي ظنت أنها مختلفة وأيقنت في نهاية الرحلة بأنها ذات واحدة.
عالم اللغة كانت من أصعب العوالم التي صال وجال فيها سعود، ذلك الفتى الصغير، يحفظ شكل الكلمات العربية دون أن يعرفها، يبتكر طريقة خاصة به، يربط كل حرف بلون، فتنطق الألوان بالكلمات والجمل.
بعد أن التحق بالثانوية، يقول سعود: “لم يسبق لي أن رأيت شخص يتحدث بالإنجليزية حتى دخلت المرحلة الثانوية والتي فتحت عيني على عالم آخر جديد مختلف.”
حكى في هذه الليلة الشادي سعود عن الصراع بين الأنت والأنت، بين تلك القيم الداخلية، والقيم التي تكتسبها من خلال التفاعل مع المجتمع، ذلك التصادم الناتج عنهما، ولد غربة داخلية وصراع قوي بين الأنت والأنت.
“و في محاولة إيجاد الذات الضائعة في داخلي، لجأت إلى السفر لأمريكا، وبعد قرابة الـ 6 أشهر قابلت الرحالة الأول في حياتي. اتخذت القرار بمرافقته في رحلته القادمة والتي قضيت فيها 3 أشهر أتنقل من مكان إلى آخر بشكل متواصل. اكتشفت من خلال هذه الرحلة أن بإمكاني النوم في الشارع، وتناول أي نوع من الطعام، والقدرة على التنقل من مكان إلى آخر بسهولة.”
ختم الشادي حديثه عن مواقف كثيرة مر بها في رحلاته المختلفة، وعن تصالح الأنت والأنت في داخله بعد وفاة والده، وعن اكتشاف العالم، وفهم الحياة.
نشكر الشادي سعود الحركان على أخذنا معه لعالمه، وكشفه عن الكثير مما في ذاته، ومشاركتنا عالم الخيال في داخله.